المكتب الخاص - السودان


"العنصر الحاسم هو الخروج والقيام بشيء ما... إنه بهذه السهولة. الكثير من الناس لديهم أفكار، لكن هناك قلة ممن يقررون القيام  بشيء حيالها الآن. ليس الغد، ليس الاسبوع القادم، لكن اليوم. رجل الأعمال الحقيقي هو الفاعل، وليس الحالم "- نولان بوشنيل

في بلد ملئ بالتحديات مثل السودان تصل فيه نسبة الفقر 65% بحسب الإحصاءات الرسمية ونسبة بطالة تقدر بـ 32.1% بحسب تقرير وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي عام 2019، ونظرًا لأن المسارات الوظيفية التقليدية للعمل من أجل الحياة أصبحت نادرة، فإن ريادة الأعمال لدى الشباب توفر وسيلة إضافية لدمج الشباب في أسواق العمل المتغيرة وتحسين دخلهم واستقلالهم الاقتصادي.

على الصعيد الإيجابي يوفر إنتشار الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات وزيادة مستخدمي الشبكات الرقمية في السودان فرصاً غير محدودة لأصحاب المشروعات الصغيرة ورواد الأعمال الشباب، مما يخلق سوقاً ممتداً وفرص كبيرة للعرض والطلب.

بالنسبة لبعض الشباب في جميع أنحاء العالم ، يوفر العمل الحر الدخل والاعتماد على الذات والديناميكية طريقاً لنمو وتنمية رأس المال البشري. بالإضافة إلى ذلك تمثل فئة الشباب أكثر الفئات حيوية وإستجابة للفرص والاتجاهات الاقتصادية الجديدة. ومع ذلك، فإن ريادة الأعمال ليست حلاً سحريًا لإشكالات البطالة، وهؤلاء الشباب الذين يرغبون في العمل لحسابهم الخاص يواجهون عقبات في البدء وإدارة عمل ناجح. ولذا يجب أن ينظر لريادة الأعمال أنها تأتي تكملة لمهمة ضمن نطاق عمل الشباب الأوسع وتحسين سياسات مناخ الاستثمار. الأسواق في البلدان النامية خصوصاً في بلد مثل السودان غالبًا ما تكون ضعيفة ومتقلبة، وتشكل الأنشطة غير الرسمية على وجه الخصوص تحديات كبيرة نسبياً مقارنة بالمدخول، مما يستلزم إجراء مزيد من البحوث لفهم الاحتياجات الخاصة برواد الأعمال الشباب.

يمكن لريادة الأعمال إطلاق العنان للإمكانات الاقتصادية للشباب وأن تكون مصدرًا للوظائف الجديدة والنمو مع التحسن استقلالهم الاقتصادي. لم يعد بإمكان الكثير من الشباب الحصول على وظائف إما لقلة الفرص أو للتضخم المستمر الذي يؤثر على تكاليف المعيشة. ومن المهم بمكان تسليط الضوء على أهمية خبرة ريادة الأعمال التي قد تساعد الشباب على تطوير مهارات جديدة يمكن تطبيقها على التحديات الأخرى في الحياة. المهارات غير المعرفية، مثل التعرف على الفرص، الابتكار والتفكير النقدي والمرونة واتخاذ القرار، العمل الجماعي والقيادة سيعود بالنفع على جميع الشباب في هذا القطاع النامي. 

فيما يتعلق بالأساس المنطقي والفرص لتطوير ريادة الأعمال الشبابية، تعتبر ريادة الشباب مهمة في معالجة نسب البطالة المرتفعة في أوساط الشباب ولكن في في نفس الوقت يكون معدل عملهم الذاتي أقل بكثير. هذا بسبب الحواجز تتعلق بنقص الوعي بالسوق، التعليم والتدريب، ونقص الخبرة والإمكانات والشبكات المحدودة وحواجز السوق.

عند النظر لهذه الإشكاليات، من المهم توفير التدريب والتوجيه لأصحاب المشاريع الشباب. يجب أن يكون هناك تركيز على تطوير العقليات الريادية، والتي تعني تغيير المواقف والإستراتيجيات لتواكب التطور المستمر في سوق العمل، وتوظيف التكنولوجيا وإمكانات الإبتكار والإبداع لإنجاح الأعمال وزيادة الأرباح. 

يجب أيضًا توفير الدعم المالي لرواد الأعمال الشباب. يمكن أن يكون الدعم بناءً على نوع المؤسسة مثل أصحاب الأعمال الحرة والشركات الصغيرة والمتوسطة لديهم احتياجات مختلفة وهناك هو نمو محدود من فئة إلى أخرى وكذلك أصحاب المشاريع الناشئة حيث تتطور الاحتياجات المالية بطريقة مماثلة. كذلك من المهم وضع إعتبار لخلق شبكات ريادة الأعمال ودورها الحيوي في دعم هذا القطاع كمصادر لإحصاءات السوق والأفكار والمعلومات والمشورة وشركاء الأعمال والموظفين والعملاء.

إستجابة لهذه التحديات تم إطلاق برنامج دعم رواد الأعمال الشباب بواسطة المكتب الخاص للسفير سعيد زكي لمساعدة الشباب على بدء أعمالهم التجارية الخاصة من خلال تقديم مساعدات فنية مطابقة للمعايير الدولية حتى يتمكن رواد الأعمال الشباب من الحصول على الدعم الفني المتخصص والإرشادات والخبرة التي تساعدهم على تطوير أعمالهم.

برنامج دعم رواد الأعمال الشباب هو برنامج موارد الأعمال للمبادرات الصغيرة. نحن نقدم الدعم الفني، والتدريب، والإستراتيجية والمعلومات لرواد الأعمال الشباب. يسعى البرنامج أيضاً لتقديم الدعم الفني والمالي للمشاريع التي تنوع الاقتصاد وتحسن نوعية الحياة في جمهورية السودان. ويقدم البرنامج منحًا تتراوح قيمتها ما بين (1,000-10,000) دولار أمريكي للأعمال الناشئة المؤهلة التي يديرها الشباب.

هناك فرق كبير بين الحلم و القيام بأول خطوة لتحقيق ذاك الحلم، فأقوى الشركات قامت بناءً على افكار صغيرة آمنوا مؤسسيها بها وعملوا على تحقيقها . بالتشجيع والدعم والإيمان برواد الأعمال الصغيرة والناشئة نستطيع تحريك عجلة الاقتصاد الوطني وتحفيز الشباب على العمل والابداع.