بقلم دينا المجيدي، مدير المكتب الخاص في نيويورك
يقول جون سي ماكسويل - خبير في علم القيادة: "القائد هو الذي يعرف الطريق، ويسير على الطريق ، ويرشد للطريق." القيادة هي أداة حاسمة وفعالة تخلق الثقة بين أعضاء أي فريق وتشجع البيئة المهنية والإيجابية التي تسمح بالتنفيذ الناجح والوصول للأهداف والغايات المرجوّة. لا تضمن القيادة نجاح الفرد فحسب، بل تضمن أيضًا نجاح المجموعة. في عام الإمكانيات وبينما نتطلع إلى المستقبل، من الواضح أن القادة الشباب سيكونون مسؤولين عن جميع جوانب المجتمع تقريبًا - وبالنسبة للشباب لتطوير مهاراتهم في القيادة، يضمن المجتمع مستقبلًا مشرقًا من الفرص المؤثرة والبرامج المعدّة بشكل جيد.
تساهم برامج تنمية قيادة بشكل كبير في التنمية الإيجابية للشباب ومجتمعاتهم. إن مهارات القيادة، مثل تحديد الأهداف وحل المشكلات واتخاذ القرارات السليمة، ليست ضرورية فقط للقادة – بل هي ضرورية للنجاح في عالم اليوم. وتتجسد أهمية مثل هذه التوجهات في خدمة الحاجة الفريدة لتركيز طاقات الشباب على الأنشطة الإيجابية، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة الذاتية وتنمية المهارات ذات الصلة بالنجاح في مرحلة مابعد الجامعة ومكان العمل مثل مهارات صنع القرار والعمل بشكل جيد مع الآخرين.
بينما تلبي برامج تنمية الشباب الاحتياجات الجسدية والتنموية والاجتماعية الأساسية، تسعى برامج القيادة بشكل خاص لموضعة الشباب كقادة في مجتمعهم، وإعدادهم لتولي مناصب قيادية في الشركات والمنظمات والجمعيات المهنية.
في المكتب الخاص ومن خلال برامج مثل برنامج تنمية القيادات الشابة نعمل على مساعدة الشباب لتطوير الكفاءات القيادية وجعلهم أكثر قدرة على حل مشاكل المجتمع وتعزيز مشاركتهم المدنية، وبناء القدرة على تحليل نقاط القوة والضعف وتحديد الأهداف الشخصية والمهنية وزيادة الثقة بالنفس والتحفيز والقدرة على توجيه الآخرين في مسار العمل، والتأثير على آراء وسلوكيات الآخرين والعمل كنموذج مشرف يحتذى به.
وكما إحتفلنا مؤخراً بتخريج الدفعة الخامسة ودخول البرنامج عامه السادس، أظهرت دراساتنا للمجموعات المشاركة تطلعات وظيفية أعلى، وزيادة احترام الذات، وتحسين معدلات المشاركة المجتمعية عن طريق المشروعات والمبادرات المختلفة. كما لاحظنا أيضاً أن المشاركين لديهم فهم أكبر للمشاكل التي تواجه المجتمع والشباب الآخرين، ووجهات نظر جديدة لكيفية معالجة هذه الإشكالات والتحديات.
من خلال دعم وإشراك القادة الشباب في تجارب عملية وبيئة عمل إحترافية، يتعرض القادة الشباب لخبرات واقعية مستمدة من بيئة العمل المعاصرة، ويعملون على خلق روابط أقوى مع الشباب الآخرين في المجتمع. كما يساعد هذا النهج في دفع الطموح ومواجهة الصور النمطية السلبية للشباب عندما ينخرطون بنجاح في القيادة داخل مجتمعاتهم.
من خلال الاشتراك في تجربة قيادة الشباب لدينا، يتمكن المشاركين من الوصول إلى عدد من الدورات التدرييبة الأساسية حول الاتصال المؤسسي، القيادة، مؤشرات قياس الأداء والتحول الرقمي وعدد كبير من ورش العمل والندوات والفعاليات الحصرية الخاصة بالمكتب.
ومن خلال تجربتي الشخصية كمدير للمكتب الخاص خلال الفترة 2015-2016 لمست الجودة العالية لهذا البرنامج الذي يعمل لمساعدة القادة للشباب للنمو والتطور من خلال الخبرات العملية والتعلم بالممارسة، وتحسين وعيهم الذاتي، والتوجه نحو الحلول، و بناء عقلية عالمية والقدرة على توجيه فرق العمل.
كان إنضمامي للبرنامج أحد أبرز المحطات المهنية التي ساعدتني في بناء سيرة ذاتية قوية، والمضي قدماً على الصعيد الشخصي والمهني. كما أتيح لي من خلال البرنامج اكتساب مهارات جديدة والوصول إلى المزيد من الفرص عبر الاستفادة من الإمكانات غير المحدودة. تعد هذه التجربة أحد أميز التجارب التي يمكن أن يخوضها الشباب في السودان، كونها تتيح ليس فقط فرصة للتعلم من الأفضل في العالم بل تطبيق هذه المعرفة وتقييم فعاليتها على أرض الواقع.
جانب آخر أود التحدث عنه وهو مناسبة الفترة الزمنية المحورية للتدريب حيث يتم منح القادة الشباب عاماً كاملاً كفرصة لتطوير واكتساب خبرات مباشرة في القيادة أثناء عملهم بالمكتب. ومن خلال هذه الفرصة يتعلم الشباب كيفية العمل مع أقرانهم لتطبيق إمكاناتهم وتحويل الأفكار الإبداعية إلى نتائج ملموسة.
غالبًا ما يتم تمثيل القادة الشباب بشعور ملؤه المصداقية والمعرفة ليكونوا قادرين على إظهار للآخرين كيفية الحفاظ على الثقة في الأوقات الصعبة. ومن خلال مثل هذا النموذج في القيادة الفعالة يستطيع الشباب فتح أبواب جديدة والوصول إلى أقصى إمكانات الفرد ليس فقط لأنفسهم ولكن لمن حولهم أيضًا. القيادة هي أحد العوامل الرئيسية التي تميز الفكرة وتظهر الإمكانات في التنفيذ السليم، وإلا فإن هذه الأفكار والإمكانيات القيمة قد تذهب سدى، وهو مايفتقر الكثير من شباب المجتمع اليوم إلى هذه الخبرات التعاونية حيث الثقة والقيادة أمران حاسمان.